قالوا عن #عبدالملك_السلومي (رحمه الله)
لقد كانت التعازي فيه مشهودة من كثير من العلماء والمشايخ وطلاب العلم والأساتذة والمثقفين وبعض المسؤولين مما لا يمكن حصره أو تدوينه عدا عن تدوين أصحابه وزملائه ومحبيه وأقربائه وذويه، وقد وردت رسائل كثيرة واتصالات أكثر، ولكن في هذا المقام دونَّا ما استطعنا من جمع بعض الرسائل والعبارات والكلمات المعبرات عن بعض المعاني والصفات، ولا سيما التي احتوت ما يستوجب التدوين، وما لم يُدوَّن كان أضعافاً مضاعفة لما تمت كتابته تحت هذا العنوان، نسأل الله أن يتقبل من الجميع دعواتهم الصادقة وأن لا يريهم مكروهاً إنه سميع الدعاء.
كتبت أم عبدالملك عن عزائها فيه فقالت:
تعجز كلماتي وأنا أمه عن التعبير عن فجيعة وفاة ابني لكني أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
رحل ولدي إلى دار السلام، وما عند الله خير مما عندي له ..
عزائي: أنه كان يُعدُّ لهذا الرحيل حتى بتغريداته التي منها «أريد الجنة وفي الجنة سأتمنى ما أريد».
عزائي: أنه احتضن القرآن في قلبه ..
عزائي: أنه بارٌّ بوالديه ويُدخِل السرور علينا ويبحث عن كل ما يسعدنا بكلامه وحسن خلقه ويبذل كل غالي ونفيس من أجل إدخال السرور علينا ..
عزائي: أنه كان يرى السعادة في تفريج الكربات وإغاثة الملهوفين ..
عزائي: أنه كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يخشى في الله لومة لائم ..
عزائي: أنه كان يحب العلم والعلماء وأهل القرآن ويحضر مجالسهم فقد كان خاتمة مساء وفاته في مجلس ذكر..
عزائي: أنه كان واصلٌ لرحمه وزائرٌ لأقاربه..
عزائي: أن فلذة كبدي كانت أخلاقه عالية وقلبه سليماً أبيضاً..
عزائي: أنه كان دائم لسؤال ربه الجنة و الفردوس الأعلى، ويطلب مني أن أدعو له بذلك ..
عزائي: أنه يدخل السرور على من يجلس معه.. وكان كريما يحب العطاء..
عزائي: بأنه مات ولديه نية وإرادة في أفعال الخير .. وطموحاته وأحلامه تسبقه .. وهمته تعانق السماء وكان حسن الظن بالله تعالى .. كان معلماً للقرآن في الغربة .. وكان يتصل علي ويخبرني بإنجازاته.. وكان لديه أسلوب دعوي لَبِق كسب به أصدقاﺀ وأحباب كثر ..
عزائي: أنه في آخر أيام رمضان السابق من المتبرعين للمجاهدين والمحتاجين، وكان من المكثرين في أعمال الخير ..
عزائي: أنه في مثل هذه الأيام يحج بي إلى بيت الله الحرام وما يصحب ذلك من أعمال الخير المعروفة عنه..
وكان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله ورافعا سبابته ومبتسماً، وصلى عليه الآلاف من ضيوف الرحمن ..
فالحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، وطلبي من الجميع أن يسامحوا ابني عبدالملك ويحلُّوه عن كل ما بدر منه تجاه أي أحد، فإن هذه الدنيا دار ممر وليست دار مقر.. ولا تنسوه من دعائكم فإنه يؤانسه..
رحم الله ثمرة فؤادي وجعله مباركا في موته.. ليُبنى لنا بسببه بيت الحمد في الجنة.
(والدة #عبدالملك – السلومي(
وكتب والد زوجته الكريمة معالي الدكتور/ محمد بن علي العقلا رثاء بعنوان: (يرحمك الله يا #عبد الملك_السلومي) نُشر في صحيفة المدينة والرياض بتاريخ: 10/1/1435ﻫ
الحمدُ للهِ الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن المسلم في هذه الحياة الدنيا يتعرّض للابتلاء، وإني أحمدُ الله سبحانه وتعالى حمدَ الصابرين الشاكرين على ما قضى وقدّر بوفاة الابن الشاب (عبدالملك بن محمد السلومي)، زوج ابنتي (غادة)، وذاك مساء يوم الاثنين 24/11/1434هـ، إثر حادث مروري بمكة المكرمة.
تلقيتُ هذا النبأ المؤلم المفجع، وحينها غلبني الحُـزن، وتسابق من عيني الدمع المتواصل؛ فهذا الخبر نزل عليّ، وعلى أهله، وأقاربه، ومعارفه، وأصدقائه نزول الصاعقة!!
في تلك اللحظات استرجعتُ وأكثرتُ من قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”، اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيرًا منها، وسألت الله الكريم، رب العرش العظيم أن يثبّته عند سؤاله في قبره، ويغفر له يوم حشره.
كان عبدالملك -رحمه الله- رجلاً قويًّا وشريفًا في المواقف، عاش حياته حميدًا ودودًا، ومات مفقودًا.
يا كوكبًا ما كان أقصر عمره وكذا تكون كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يستدر بدرًا ولم يمهل لوقت سرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه فغطَّاه قبل مظنة الإبدار
فكأن قلبي قبره وكأنه في طيّه سر من الأسرار
أبكيه ثم أقول معتذرًا له وفقت حين تركت أدنى دار
وداعًا ابني الحبيب (عبدالملك)، فلقد كنتَ محبًّا للخير، حريصًا على أداء الشعائر والعبادات في وقتها. رحمك الله، فقد كنت حنونًا، ذا قلب، وذا رأي وحكمة وأدب.
وداعًا ابني (عبدالملك)، فلقد كنت ليّن الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيّب الكلمة، تدوم بين الناس محبته، وتتأكد مع مرور الأيام مودته.
وإلى ابنتي الحبيبة وقُـرّة عيني غادة أقول لها: إن موت الفجاءة وقعه شديد، ومرارته صعبة، لكن حكمة الله البالغة أنه لم يَـدع البشرَ يعيشون حياة تعطيهم كل آمالهم، ثم طبيعة الحياة عجيبة، لأنها لا تعطينا إلاّ لتأخذ منا، ولا تهب لنا شيئًا إلاّ لتنال مقابلاً، إنها تكيل لنا صاعًا بصاع.
والحياة ليست إلاَّ كأساً نصفه مملوء بالماء، ونصفه الآخر فارغٌ، فلست بمستطيع أن تحكم بأنه مملوء كله، ولا فارغ كله، وهكذا الناس لن تجد فيهم ذا حياة مملوءة كلها، ولا ذا حياة فارغة كلها، وإنما لكل واحد منهم نصيب من السعادة، ونصيب من الحزن.
فإذا نزعتِ يا بُـنيتي إلى الحزن والجزع والأسى تذكّري النصف المملوء من الحياة.
تذكّري تلك الزهرتين الجميلتين ابنتيك (مريم ووفاء) ابنتي فقيدك عبدالملك السلومي -رحمه الله.
كوني يا بنيتي في شدتكِ قوية الصلة بربك، استسلمي لإرادته، واعتمدي عليه، وتحمّلي ما أصابك، لأن الله شاء ذلك، ولا رادّ لمشيئته، ومشيئته موضع التسليم والإعزاز.
بُـنيتي الغالية: استشعري معنى قوله سبحانه وتعالى: “إنا لله وإنا إليه راجعون” فيما يعرض لك من بأساء وضرّاء، حتى تكوني أهلاً لرحمة الله بعد صبرك على البلاء، فرحمة الله وثوابه خير لك من الحزن والجزع والأسى، والصبر روح الإيمان، ومناط الثواب بالقضاء إذا سلًم لله أمره، وصدق الله العظيم القائل: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ“.
وإلى مهجتي القلب والفؤاد حفيدتي (مريم ووفاء) أقول لهما: أنتما في العين والقلب مني، ومن جميع المحيطين بكما، والله يتولاكما بعنايته ورحمته وفضله وجوده وإحسانه ولطفه وبركته؛ فلقد كان أبوكما -رحمه الله- رجلاً من أنبل الرجال؛ فحقكما الفخر والاعتزاز به -يرحمه الله-.
ويا والد عبدالملك ووالدته وأخويه وأخواته -حفظهم الله-، اعلموا -رعاكم الله- أن الخطب فادح، والمصاب جلل؛ فما أصعب على الوالدين شيئًا من فقدان فلذة الكبد فجأة. فأسأل الله أن يربط على قلوبكم جميعًا، وأن يرزقكم الصبر والاحتساب.
وإلى جميع مَن شيّعوا الفقيد عبدالملك -رحمه الله- وجميع مَن شاركونا، وشاركوا أهله وعشيرته العزاء والمواساة، أتقدّم إليهم بموفور الشكر والتقدير، وأقول لهم: شكر الله سعيكم، وغفر الله ذنبكم، ولا أراكم مكروهًا في عزيز لديكم.
وفي الختام دعاء صادق من القلب.. رحم الله الابن (عبدالملك)، حَـسَـن الذِكْرِ والسيرة بين الناس في محياه وبعد وفاته، وإن حُـسْـن الذكر جائزة معجّلة لمن أحبه الله عز وجل، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وكتب زميله في دار الحديث المكية/ أحمد بن علي بن إبراهيم الحذيفي بعنوان: (عبدالملك السلومي في الجنة بإذن الله لقاؤنا):
سلام عليك في قبرك، وحين تبعث حياً.
كم امتلأ قلبي لك محبة بعد فقدك، لا أدري ما سبب ذلك؟
لا أدري لم طيف ذكراك يمر بي عند كل منعطف في دار الحديث المكية؟
أقلب كل يوم أوراق الحضور اليومي – بعد موتك – لأرى هل سأرى توقيعك وتعود إلينا!!؟
لا؛ فإنها دار ممر لا دار مقر.
لا؛ فإن الله كتب أن من مات فلن يعود..
ما أزال أتذكر أول لقاء بك معي في “القنفذة” حينها اجتمعت بك في التحقيق والادعاء العام، وكأن الدنيا سوف تجعلنا نترافق في دار الحديث مرة أخرى كما ترافقنا سابقاً..
ما أزال أتذكر أول يوم انتقلنا فيه إلى مكة..
ما أزال أتذكر دعابتك لي وأنت ترى شدتي على الطلاب..
ما أزال أتذكر آخر لقائي بك في صبيحة الاثنين (يوم فقدانك) وأسألك عن حالك فأثنيت وحمدت الله..
ما أزال أتذكر يدي وهي تصافح يدك مصافحة كنا نعتقدها مصافحة لقاء، ولكن كانت مصافحة وداع..
مصافحة وداع منك لمن أحبوك لا لدنيا فانية، ولا مصلحة زائلة، بل محبة في الله تمتد حتى الممات وبعده..
كلما أتذكر آخر يوم لي معك وأنا أصافحك أتذكر قول الشاعر:
كابد الأهوال في زورته * ما سلم حتى ودعا
ما أزال أتذكر آخر نظرة لي إليك وأنا أراك من خلف باب الفصل وأنت تجلس جلسة أخيرة مع طلابك لتلقي عليهم آخر درس في حياتك وكان فصلك بجوار فصلي..
هنيئا لك أخي عبدالملك على ما رأيته أثناء جنازتك من حضور كثيف من أهل الخير والفضل والاستقامة، وهم يزدحمون للصلاة عليك ودفنك والدعاء لك..
هنيئا لك رضا والديك عنك، وثناؤهم عليك..
هنيئا لك دعوات الناس لك ممن عرفك ولم يعرفك..
هنيئا لك ما أودعته من محبة في قلوبنا لم تخالطها أي مصلحة دنيوية، بدليل أننا ما نزال نحبك حتى وأنت دفين تحت الأرض.. إن عز في الدنيا اللقاء بكم * ففي مواطن الحشر نلقاكم ويكفينا.
اللهم اغفر له، وارحمه، وتجاوز عنه، واجمعنا به في جنات ونَهَر في مقعد صِدْقٍ عند مليك مقتدر..
الخميس 27/ 11/ 1434
وكتب عنه صديقه الخاص ورفيق دربه المحامي/ علي بن فريح العقلا ومما قال عنه:
الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.
خرجنا قبل قليل من مقبرة العدل وقد ودعت شقيقي ورفيق عمري عبدالملك محمد السلومي -رحمه الله-
وقد وُرِىَ الثرى، أسأل الله عز وجل أن يجعل ليلته هذه أسعد وأبرد وأجمل ليلة مرت عليه، لقد وفقني الله بأن شاركت في غسل جنازته، والله إني رأيت البسمة على محياه، وسبابته مرتفعة، وأحسبه والله حسيبه أنه محافظاً على صلاته، بارَّاً بوالديه، يدافع عن الإسلام وأهله ودعاته في كل مقام أستوجب ذلك.
لقد صلينا عليه صلاة الميت بعد صلاة المغرب في الحرم المكي وصلى معنا عليه مئات الآلاف من الحجاج، وتبع جنازته للمقبرة خلق كثير، وكنت قد وقفت مع أهله الذين يستقبلون المعزين لأني أحسب نفسي من أهله.
وقد رأيت في وجوه المعزين التأثر لوفاته، وبعضهم يذكر من محاسنه، فالناس شهود الله في أرضه.
اللهم اغفر لعبدك عبدالملك السلومي، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وارزق والديه وزوجته وإخوته الصبر والسلوان، واحفظ ابنتيه مريم ووفاء وأصلحهما واجعلهما من الولد الصالح الذي يبقى للمتوفي بعد وفاته، وانا لله وانا اليه راجعون.
كما كتب أيضاً:
رحم الله الأخ، والرفيق، والصديق، والنديم.
والله إني وجدتُ فيه كل ما ذكرته والدته -صبرها الله- من حسن الصفات.
والله إني اختلفت معه في آخر حياته لأجل دنيا، فكنت أبتعد لأني أرى نفسي على حق وكان هو يقترب رغم أنه يرى أنه على حق. فأشهد الله على مسامحته، وأرجوا من الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه ويصبرنا على فاجعة فراقة.
والله إن والدتي لازالت تعاني من فاجعة فراقه، ومازالت في خلوة مع نفسها وكلما ذُكر اسم الفقيد هلَّت دموعها، فهي والدته أيضاً، عاصرت طفولته وصباه وشبابه ورجولته،اللهم احفظ ابنتيه واجعلهما أمَتَين صالحتين يدعون لأبيهم آناء الليل وأطراف النهار.
وأبشركم أن أحد زملائنا المشتركين اقترح علينا أن نشترك في صدقة جاريه يكون أجرها له إلى يوم الدين، وأغلب الظن أنها بئر في أحد الدول التي يحتاج أهلها للماء، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة الماء.والحمد لله رب العالمين.
وكتب صديقه وزميل دراسته في بريطانيا الأستاذ/ أحمد الخطيب بعنوان: (من مآثر المرحوم عبد الملك في أيام الغربة):
كان يقول لي دائما: «احتسبه لوجه الله…» وذلك في كل أمر أرى فيه مشقة علي أو يحزنني.. كان يذكِّرني دائما بالصلاة، وأن لا أسهى عنها مهما كثُرت ذنوبي. فكان لي كهدية من الله عزوجل ليذكرني بحبل الوصال مع الله في بلد تكثر فيه المعاصي والذنوب..
كان يسألني عن أحوال سورية في كل مرة يلقاني، فقد كان اهتمامه بأمور المسلمين كبيراً، وقلبه حزين لكل مأساة أو مصيبة يراها تحل بأهل سورية والمسلمين عموما.. كان كلما ضاق صدري مما يجري في بلدي سوريا هوَّن عليَّ وواساني وذكَّرني بحكمة الله والخير في قضاءه.. كان لا يتوقف عن سؤالي عن أهلي في كل لقاء، والاطمئنان عليهم، والدعاء لهم. فذلك من حسن أخلاقه وحبه لأصدقائه.. رحمة الله عليه فلا يغيب مثله عن دعائنا له بالمغفرة والجنة.
وكتبت عمته فاطمه محمد بن عبدالرحمن الشهري بعنوان: (ذكريات ودعاء)
إلى الأرواح الغالية التي فارقتنا يوما وأحزننا رحيلهم..(عبد الملك بن محمد السلومي) ومن سبقه من أحباب قلوبنا. إلى من مزقوا قلوبنا بفراقهم. إلى من تركوا ثغرة في حياتنا لا يملؤها سواهم.. ربي بلِّل تربتهم بقطرات من خيرك.. واجعل نسائم الجنة تهب عليهم..
تنام أجساد تحت الأرض, تساوت عندهم الأوقات فلا شمس تشرق عليهم ولا قمر ينير عتمتهم – اللهم أنر قبورهم بنورك ووسع لهم وادخلهم فسيح جناتك.. آميــن.
أكثروا من الدعاء للموتى وفضلا لا يقف عندك فقد انقطع بهم السبيل وحتى يعـم الدعـاء لهـم.
اللهـم اجعـل تذكـيري صدقـة جاريـة عـن كـل عـزيـز فقدتـه.
بتاريخ: 28/11/1434ه
وكتب الأستاذ/ إبراهيم السبرقي بعنوان: ((ثق بربك))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يا أبا عبدالله، أحسن الله عزاءك وغفر الله لميتك اصبر واحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى، آجرك الله في مصيبتك وخلفك الله خيراً منها.
** ﻻ إله إﻻ الله والله أكبر .
**سبحانك ربي ما أعظمك.
يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان ولا يُنشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صباً، حتى أن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قُرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم..
فالحزن بلاء، وضيق العيش بلاء، وقطع العلاقات بالأحباب بلاء، وابتعاد الناس عنك بلاء، والديون بلاء، وموت أقرب الناس بلاء، والفقر بلاء، والمرض من ألم وخز الشوكة إلى أشد أنواعه وأقواها بلاء، والمشاكل الزوجية بلاء، والحسد بلاء، وكل ما يضيق به الصدر بلاء…
بادروا بالصدقة فإن البلاء ﻻ يتخطى الصدقة، الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله ثلاثة أعمال لا تدخل الموازين يوم القيامة لعظمها :
(الصبر) قال تعالى : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} لم يحدد اﻷجر.
(العفو عن الناس) قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} لم يحدد اﻷجر.
(الصيام) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» رواه الشيخان. لم يحدد اﻷجر.
وينادي مُنادٍ يوم البعث: أين الذينأجرهم على الله؟فـيقبل الصابرون والصائمون والعافين عن الناس …فيا أحبتي في الله ويا أغلى من عندي ..
صوموا/ واصبروا/ واصفحوا جعلني الله وإياكم ممن ينادى عليهم بـهذا النداء… فَثِق بربك.
طرح إبراهيم ولده الوحيدواستلّ سكينه ليذبحه وإسماعيل يردد: افعل ما تؤمر، وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام تجهيزاً لهذه اللحظة.. فَثِق بربك.
لما دعا نوح ربه: “أني مغلوب فانتصر” لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة.. فَثِق بربك.
جاع موسى وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به آسية.. المراضع.. الحرس.. كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولابنها.. فَثِق بربك.
أطبقت الظلمات على يونس.. واشتدت الهموم.. فلما اعتذر ونادى: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» قال الله تعالى: «فاستجبنا له ونجيناه من الغم».. فَثِق بربك.
محمد عليه الصلاة والسلام مستلقٍ على فراشه حزيناً حينما ماتت زوجته وعمه.. واشتدت عليه الهموم..فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه ويرفعه للسماء.. فيسليه بالأنبياء ويُخَفِّف عنه بالملائكة..فَثِق بربك.
لما أراد الله خروج يوسف من السجن لم يرسل الله صاعقة تخلع باب السجن.. ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع.. بل أرسل الله رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم فيخرج يوسف من السجن.. فَثِق بربك.
إن الثقة بالله تجعلنا نرفع أكف الخضوع والتضرع، ونوقن أن فوق السماوات السبع رب حكيم عليم كريم، ما لنا غيرك يا اللّه.. نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس.
وكتب داعياً ربه قائلاً:
اللهم زدنا بك ثقة واجعلنا من المتوكلين عليك، وأوزعنا شكر نعمك يا أرحم الراحمين.
أسأل الله أن يبني لعبدالملك ووالديه بيت الحمد في الجنة، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته ووالدينا ومن له حق علينا والمؤمنين المؤمنات.
اللهم اغفر لعبدالملك وارحمه وعافه واعف عنه ووسع مدخله وأكرم نزله وأفسح له في قبره ونور له فيه.
اللهم إنه عبدك قد وفد إليك يا خير من يُوفَد إليه، اللهم برحمتك ومنِّك وفضلك وإحسانك يا ذا المَنِّ والطَّوْل أحسن وِفَادَته عليك وارفع درجته، وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا يا أكرم اﻷكرمين، اللهم إن عيني اكتحلت كثيراً برؤية والده وجدِّه وجدِّ والده وأعمامه وأجتمع بهم وأحبهم في ذاتك يا ذا الجلال واﻹكرام اللهم إﻻ أن عيني لم تكتحل برؤية (عبدالملك) وقد وافاه أجله قبل أن أراه اللهم ياذا الوجه اﻷكرم ويا ذا الاسم اﻷعظم ويا ذا العطية الجزلا ويا ذا اﻷسماء الحسنى والصفات العُلى أسألك أن تجمعني به في مستقر رحمتك في الفردوس اﻷعلى هو وذوي رَحِمَه وكل من أحببته فيك برحمتك يا أرحم الراحمين،، اللهم اجعلني وعبدالملك بن محمد السلومي من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، اللهم اجعله ممن يقال له اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فمنزلتك عند آخر آية تقرؤها، اللهم ألبس والديه تاج الوقار وابني لهما بيت الحمد واربط على قلبيهما في ثمرة فؤاديهما عبدالملك وأجرهما في مصيبتهما وأخلفهما خيراً منها، اللهم شفِّع فيه سبعين من أهل بيته، اللهم وشفع فيه كل من أحبه فيك، اللهم وأذقني وإياه برد عفوك وصب علينا صبآ من شآبيب رحمتك ووالدينا ووالديهم ومن سبقهم وذوي أرحامنا ومن له حق علينا وإخواننا المؤمنين وأخواتنا المؤمنات اﻷحياء واﻷموات يا أرحم الراحمين، برحمتك يا أرحم الراحمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتب فهد بن حسن العثمان بعنوان: (الدنيا حِلٌ ومُرتحل)
أحسن الله عزاءكم وغفر الله لميتكم لله ما أخذ ولله ما أعطى ولكل أجل كتاب.
هذه الدنيا حِلٌ ومُرتحل متى حل فيها هذا عنها ذاك ارتحل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ولد العبد، قال الله عز وجل لملائكته: “أقبضتم ولد عبدي؟” فيقولون: نعم، فيقول وهو أعلم: “أقبضتم ثمرة فؤاده؟” فيقولون: نعم، فيقول: “ماذا قال عبدي؟” فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله عز وجل: “ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد“».
ها هو أبو مسلم الخولاني (ت62هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ يقول: «لأن يولد لي مولود يحسن الله عز وجل نباته, حتى إذا استوى على شبابه، وكان أعجب ما يكون إليّ قبضه مني؛ أحب إليّ من أن يكون لي الدنيا وما فيها».
وقال صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة».
نسأل لنا ولكم الثبات والصبر وأن الإيمان والتسليم بقضاء الله وقدره يورث القلب لذة وهذا حال المؤمن إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر.
وبإذن الله صبركم على فقده علو لكم وله عند الله سبحانه وتعالى.
كتب الشيخ/ خالد بن أحمد الثبيتي بعنوان: (وبشر الصابرين)
قال تعالى: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”. “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”. “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ».
الحمد لله أولا وآخراً.
مع الصبر والاحتساب يقول الله في الحديث القدسي: “ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمْد”.
عبدُالملك – رحمه الله- من بيتِ علمٍ ودينٍ، ومن أسرةٍ مشهودٌ لها بالخير، كانت بعد توفيق الله سبباً في: بره بوالديه ورضاهم عنه، «رضا الله من رضا الوالدين»، ورحمته ورفقه بالطلاب، «ما جعل الرفق في شيء إلا زانه»، «الراحمون يرحمهم الرحمن»، وثناء الناس له بالخير، وذكرُه الطيِّب، «عاجل بشرى المؤمن»، «أنتم شهداء الله في أرضه».وكون وفاته بحادث سير نرجو له أجر الشهيد، كما قاله سماحة الشيخ عبدُالعزيز بنُ باز رحمه الله، في “فتاوى نور على الدرب” (3/1426).
اللهم اغفر لعبدك عبدالملك، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
اللهم يمِّن كتابه، ويسِّر حسابه، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله.
اللهم ألبسه لباساً من الجنة، وافرش قبره بفراش من الجنة، ووسِّع له فيه ونوِّره عليه، وافتح له بابا إلى الجنة. اللهم أدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .
اللهم ارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يارب العالمين .
اللهم ألهم والديه وذريته وإخوانه وأهل بيته وأحبابه الصبر والسلوان.
رحمك الله يا #عبدالملك_السلومي أتذكر نظراتك قبل ليلتين من الرحيل. أتذكر سكينة نفسك وكأنك تعلم بموعد الرحيل، اللهم ألهم أهله الصبر، ولا تفتنَّا بعده.
كتب الأستاذ/ عادل الخديدي رسالة إلى والده قال فيها:
والدي الغالي: رحم الله عبد الملك وأسكنه في أعلى عليين وربط على قلوبكم.
شعرنا بالمعاناة ونحن خارج فلك المصيبة فكيف بمن هو داخلها!.. لا أشد على الوالد من فقد الولد!.. فهو جرح برؤه بطيء..لكن من تذكَّر أنه ليس آخر المطاف وأن ثمة لقاء أبدي لا يكدره قلق الفراق، ولا ما يشوب الوصل مما يعكِّره، فحينها يستريح الفؤاد، ويجدُّ في السير إلى مولاه للعمل لمثواه الأخير.. فثمة أحباب ينتظروننا عند أبواب الجنان.
جمعكم الله بفقيدكم وأنزل عليكم من الإيمان واليقين ما يُهوّن به عليكم مصائب الدنيا، والله إنها مفتاح خير وتمكين قادمين فأبشر والدي…. فلربما كان الدخول إلى العُلا والمجد من بوابة الأحزان.
كتب أبو مالك عبدالله بن محمد الشهري رسالة (تعزية لآل السلومي) فقال فيها:
آل السلومي أسرة لها مكانة عند أهل الخير والصلاح، تعلَّق والدي بحب والدهم الكبير سليمان بن ناصر السلومي، ويحدثني عنه والدي كأني أقرأ أحد تراجم العُبَّاد الزهَّاد في سير أعلام النبلاء، كان يحدثني عن إخلاصه في قوله وعمله، وهكذا الرجال يموتون وهم على مبادئهم وأهدافهم التي رسموها، ويزداد أحدهم ثباتا كلما تقدم به السن خاصة إذا كان المبدأ على هدي من الوحي، وعلى طريقة أهل السنة والجماعة، وأحسب أن الشيخ سليمان-رحمه الله- من أولئك، كما خلَّف من بعده أبناء وأحفاد أقلهم سهما في الأعمال الخيرية المداومة على صلاة الجماعة، والكفِّ عن أعراض الناس، وحسبك بذلك صلاحاً وتقىً فضلاً عمَّن نال الدرجات العليا دراسياً، ولبعضهم الإسهامات المشهودة في العلم والتأليف والدعوة ومواصلة البحث والدراسات، والاطلاع على الأوضاع والمستجدات والإسهام في الإصلاح.
وقبل فترة ليست بالبعيدة لحق بربه ابنه الشيخ عبدالله بن سليمان بعد حياة حافلة بالعبادة والدعوة والكرم والتواصل باستقبال من يفد إليه كل صباح ومساء بروح مرحة ونكتة حاضرة وسعة صدر، وشهد بذلك الناس الذين عاشرهم وعاشروه، وقبله توفي ابنه الأخ الصالح إبراهيم بن سليمان الذي تميز بتواصله مع أصهاره وأصحابه وأصحاب والده فرحمهم الله رحمة واسعة.
وفي هذه الأيام من أشهر الحج لعام 1434هـ، فُجِعنا بوفاة الأخ الفاضل عبدالملك بن محمد السلومي ليلحق بمن سبق إلى ربٍ غفور رحيم، فأحسن الله عزائنا فيه، وجبر الله مصيبة والديه وكل أسرة آل السلومي.
وختاماً أرجوا أن يعذرني آل السلومي فلست كاتبا متميزا ولم يسعفني في هذا الوقت إلا هذه البضاعة المزجاة، ولكن رحم الله من مات وجعل البركة فيمن بقي -والبقاء لله وحده-.
كتب محمد المشعبي:
رحم الله عبدالملك السلومي القائل في إحدى تغريداته المميزة: “تعلمنا كل شيء في الحياة إلا أننا لم نتعلم كيف نعيش الحياة”….. اللهم ارحمه رحمة واسعة، وأفسح له في قبره، ونور له فيه، وأحسن الله عزائكم في ابنكم عبدالملك، وجبر الله مصابكم، ولا حرمكم الأجر والثواب.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كتب عمه خالد بن سليمان بن ناصر السلومي بعنوان: (فرحين بما آتاهم الله)
الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله .. ثلاثاً
اللـهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. أتأمل فيما كان عليه عبدالملك من حسن الخلق، فأتذكر ابتسامته.. وأتذكر حسن خلقه مع الناس.. وإحسانه لمن حوله.. أتذكر كرمه.. وأتذكر بِرَّه بوالديه، ثم إنه لقي ربه -بحمد الله- موحِّدا لا يشرك به شيئا.
كلها مبشرات له ولنا أنه وجد ربَّاً كريما غفورا رحيما صدقه بما وعد الله به كل موحِّد.. كأني به في فريق قال الله تعالى فيهم :“فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ”
أرجو الله أن يكون عبد الملك قد سبقكم لبيت الحمد .. اللهم آمين.
كتب الأستاذ/ عبد الرحمن بن صالح العقيِّل لوالده فقال:
أخي أبا عبدالله: عزاؤنا لكم أنه رحل وأنتم راضون عنه، وأنه مات على خير، فوالله ما ذُكر في مجلس إلا وعبارات الإطراء والثناء عليه، وهؤلاء هم شهود الله في أرضه.
نسأل الله أن يُنزل عليكم صبراً يربط به على قلوبكم، ودعواتنا له بالمغفرة والرحمة وأن يرفع درجته في عليين وينزله منازل الصالحين وأن يلهمكم الصبر والسلوان….
كتب عنه عبدالسلام بن أحمد مدني من أمريكا برسالة قال فيها:
يعلم الله كم فَجَعَنا خبر وفاة عبدالملك، فهو نعم الإنسان صاحب الخلق والمروءة، متواضع يحب الخير وخدمة إخوانه، ولا أزال أتذكر موقفه حين شجعني على السفر للدراسة وكسب المعرفة، وقدَّم لي نصائح جيدة بدت آثارها واضحة على مسيرتي الدراسية، أسأل الله أن تكون عاقبتها خيرا، وكان يعرض علي خدمته ومشورته في أي وقت. نِعْمَ الرجل بأخلاقه وابتسامته الوضيئة دائما.
أسأل الله الرحيم الرحمن أن يرحم عبده (عبدالملك) رحمة واسعه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويرفع قدره في أعلى عليين، اللهم ارزق والديه وإخوته وزوجته الصبر على مصابهم، وأعظِم لهم الأجر وأحسِن لهم العزاء، وعوضهم بهذا المصاب بالأجر الجزيل في الدنيا والآخرة، وأسأل الله أن يربط على قلوبهم ويخلفهم خيراً.
كتب زميله ياسر بن تركي العقلا ومما قال:
اللهم اغفر لعبد الملك وارحمه.
كان نِعْمَ الأخ والصديق، وكان حقيقة شهماً ومحباً للخير، نغبطه وعائلته على حب الناس له، ولكن بإذن الله سوف يلقى ثواب ذلك في آخرته فهي نعم الدار…
كتب د/ سامر قدور نعسان -أبو همَّام- رسالة تعزية لوالديه قال فيها:
رحم الله فقيدكم وأسكنه الفردوس الأعلى، أسأل الله العلي القدير أن يغفر له وأن يحشره مع الأنبياء والشهداء والصديقين.
إن ابتسامته التي لا تكاد تفارق وجهه خاصةً عندما يلقى إخوانه متمثلة أمامي ولا تفارق ذهني.
فرحمه الله، وأرجو أن يحشره ربه ضاحكاً مبتسما مستبشرا من أصحاب اليمين، وأن يجعله شفيعا لوالديه.. آمين.
كتب أحد الجيران المحبين لعبدالملك وهو علي بن حسن الزهراني أبورعد فقال بعنوان (عزائي اليكم جميعا):
رحم الله عبدالملك السلومي لم أقابله يوما غير مبتسم محب للناس ودوداً، كان يناقش ويتكلم بكل أدب وسماحه، حتى وإن اختلف معك في الرأي، يدخل إلى القلب بسهوله، يسأل عن الجيران وما هو جديد في محيطنا، وكان دائم التفاؤل، وينصح بالصبر، وأن القادم سوف يكون أفضل بالرغم من حداثة عمره، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذه الأيام العظيمة أن يُدخله فسيح جناته ويغفر له ويبدل سيئاته حسنات ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
كتب أبو أنس محمد بن عبدالعزيز الغفيلي رسالة لوالدته وكان مما قال فيها:
السلام عليكم أختنا أم عبد الله.. أحسن عزائكم وجمعكم به في الفردوس الأعلى.
ذهب عبد الملك في وقته المحدد، وإلى من هو أقرب إليه منكم، إلى خالقه العظيم فلعله اختاره إليه واصطفاه، والناس شهود الله في الأرض، ومن خلال ما نسمع عنه فهو بأذن الله حري بذلك وهذا العزاء الحق الذي يُدخل السرور والطمأنينة إلى قلوبكم.
الحسرة لمن مات ميتهً على أي سبيل من سُبُل الشيطان، واسمعي أختنا جواب محمد صلى الله عليه وسلم: “الجنة درجات وابنك أصاب منها الفردوس الأعلى” جوابا على سؤال الصحابية عن ابنها في غزوة أُحُد، ورحمة الله واسعة.
أسأل الله القدير أن يكون ابنك عبد الملك فاز في الفردوس الأعلى، وجمع الله شملكم هناك في جنات النعيم بعد عمر طويل مليء بالخيرات.
مواساة في أعمال الخير والبر:
وردت الكثير من الاتصالات من بعض أقربائه وذويه وأصدقائه ومحبيه تعزِّي وتُبشِّر بإسهامات خيرية، وصدقات جارية لعبدالملك، ومن ذلك مجموعة قاموا مشكورين مأجورين بأداء حج البدل عنه، ومن ذلك توزيع وجبات تجاوزت المئات على جموع الحجيج، ومن ذلك ما قام به بعض أصدقائه ومحبيه من توزيع لصدقات وتبرعات للفقراء والمساكين، ومن ذلك التبرع ببعض الأضاحي ابتغاء الأجر والثواب من الله له، ومن ذلك كفالة مجموعات من الأيتام، تقبل الله من الجميع مبادراتهم وصدقاتهم وقد حرصوا على عدم ذكر أسمائهم، وهنا رسالة مكتوبة تعكس أنموذجاً واحداً لإحدى المبادرات الكريمة، وقد كانت من امرأة كريمة لا تربطها بالأسرة سوى الحب في الله، فجزاها الله خيرا وأجزل لها الثواب، فقد ضربت مثالاً عملياً في هذه الرسالة المرفقة.
كتبت الأستاذة/ نادية مناور الحازمي رسالة إلى عائلة عبدالملك بعنوان: (عزاؤنا بسهم النور الوقفي):
أختي أسماء محمد السلومي الغالية.. يعلم الله أن مصابكم في عبدالملك رحمه الله أوجع قلوبنا وإنَّا نشارككم الألم لأننا نراكم أهل لنا ونرى عبدالملك أخ لنا ونتشرف بذلك.
عزيزتي،، أحببت أن يكون لعبد الملك رحمه الله أجر عمل لا ينقطع بإذن الله فأهديت له عمل أسال الله أن يتقبله ويجعله خالصا لوجهه وفي ميزان حسناته يارب وهو (سهم النور الوقفي) سهم بطباعة مصحف عنه كل عام مدى الحياة ،، ويعلم الله أني أهدي أجر هذا العمل لأخي وما أخبرتكم به إلا لأجل أن أدخل السرور على قلوبكم وخصوصا والدك ووالدتك ليعلموا أن ابنهم البار قد سخر الله له من يعمل له ويهديه الأجر ولأجل أن نواسيكم ونكون معكم.
سلامي وتحياتي لوالديك وأتمنى أن أكون أدخلت سرورا على قلبيهما وواسيتهما بأمر ينفع عبدالملك في قبره.
كتب ابن عمه الأستاذ/ محمد بن عبدالرحمن السلومي:
وداعاً يا بن عمي عبدالملك.. وداعاً يا صاحب الوجه البشوش.. وداعاً يا صاحب الابتسامة الجميلة والدعابة الحاضرة، لم أكن ألقاه إلا ويناولني ابتسامته المعهودة ودعابته الجاهزة..
كان رحمة الله يهتم بصلة رحمه وآخر لقاءتي معه حينما زارني في بيتي بالرياض عندما جاء لإجراء العملية لعينيه، تجاذبت معه أطراف الحديث، وكعادته كان يحمل هم نصرة الدين ومتحمساً لنهضة الشعوب المسلمة، الحديث معه -رحمه الله- لا يمل، ليتني كنت أعرف أنه آخر لقاء لأجلس معه الساعات تلو الساعات (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً).
وداعاً أيها الغالي .. ونلتقي في الجنة إن شاء الله.
وكتب العقيد خالد بن رشيد الرشيد بعنوان: (ولا نقول إلا ما يرضي ربنا)
نعم.. فلقد كان عبدالملك نعم الصديق ونعم الرفيق، فلا تكاد تجد صفة حسنه إلا وتجدها فيه، وقد كان من روَّاد بيت الله الحرام طيلة مكوثه في مكة، وكذلك حرصه على أداء العمرة باستمرار، أقول هذا بحكم قربي منه رحمه الله، وكذلك قرب عملي من المسجد الحرام، فلقد فقدت الصديق والقريب والحبيب والصاحب والأخ. وأخيرا لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا اليه راجعون).
ويقول الأستاذ سعيد بن صالح الجوهري مدرس التربية البدنية بدار الحديث المكية بعنوان: (رحمك الله ياعبدالملك)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والدنا سعادة الدكتور/ محمد السلومي .. أسأل الله العلي القدير أن يرحم ويغفر ﻹخينا عبدالملك وأن يجعله في الفردوس اﻷعلى، وأن يعوض شبابة الجنة.. فيعلم الله وأشهد علَّام الغيوب أنه كان -رحمه الله- صاحب خلق عالي وقلب نظيف لا يحمل حقداً على أحد، أحبه زملائه وطلابه. فأسال الله له الجنة اللهم امين.
يقول زيد بن فايز الحارثي بعنوان: (ماذا عساني أن أقول؟)
سعادة الدكتور.. ماذا عساني أن أقول!! ما ذكرته عن المرحوم عبدالملك مستحق ولقد جالسته كغيري ممن عرفوه واستفدنا منه في أشياء كثيره، في سلوكه، وخلقه، وتعامله، وطيب معشره، وتجاوزه لمن أخطأ بحقه…. كان محبوباً من الجميع، يجيد التعامل مع الجميع بصورة سهله جداً من ذلك ابتساماته التي لا تكاد تغيب عن محيا وجهه…. لم ألحظ عليه انفعالاً قط أو تغير في ملامح وجهه مهما حصل،،،، حتى إننا في خلافنا مع الغير نطلب منه أن يحكم بيننا فيما يُطرح له من خلافات، ويدهشنا ببراعة فهمه العميق أن يحتوي الموضوع ويرضي الجميع بصورة مذهلة دون أن يميل مع طرف دون الآخر، حتى يظن كل منَّا إن له منزلة خاصة لدى عبدالملك لم يحظى بها غيره. نعم هكذا كان أدباً وخُلُقاً وتعاملاً مع رفاقه -رحمه الله-.
يقول عبدالعزيز التويجري بعنوان: (كان جريئاً في الحق رحمه الله)
رحمه الله.. بالنسبة لي تعلمت منه شيئاً أهم بكثير من كل الأشياء اللي ذكرتها، خصوصاً أننا كنا دفعة واحدة في هيئة التحقيق، وفي أول اجتماع مع معالي الوزير فالشخص الوحيد الذي تكلم بجرأة وناقش الوزير بقوة هو عبدالملك السلومي، وبعد الاجتماع اتصلت به وشكرته نيابةً عن الدفعة التي التزمت الصمت، ومن بعدها صرت إنسان جريء وما يهمني أحد.
ونظم الشيخ / محمد بن عائض القرني بعنوان: (رثاء الشاب الودود عبد الملك السلومي رحمه الله).
لله ما يُعطي وما يَمنع وفاز من بالصبر يَسترجِعُ
الموت حقٌ ماله دافع وجنةُ المأوى هي المـَطْمَعُ
والعُمر محدودٌ فلا تَجزعنْ وافزعْ إلى من عنده المفْزَعُ
وإن يكن عبد المليك ارتقى إلى جِنَانٍ شأنها الأرفعُ
فقد مضى حتماً إلى ربِّه وجنة الخلد له مَرْبَعُ
قد كان برَّاً صالحاً يرتَدي ثوبَ التُّقى أخلاقُه تَسطَعُ
ما أنسَ لما جاءني باسماً أمام بيت الله يَستَطْلِعُ
ألقى تحيات المحبِّ الذي ألفاظُهُ كالشهدِ بَلْ أنجعُ
يسألني إن كان لي مأربٌ أو مطلبٌ يقضيهِ أو مَطْمَعُ[1]
لكنني ودَّعْتُه شاكراً وبابُ قلبي نحوَه مُشْرَعُ
ما كنتُ أدري أنَّ مِيعادَه دانٍ وقد يَغدُو فلا يَرْجِعُ
فرحمةُ الله على قبرِهِ ما غرَّد الطيرُ ومَا يَسْجَعُ
واحشُرْهُ ياربِّ مع المصطفى يَسقِيه رياً ولَه يَشْفَعُ
وعوضِ الأحبابَ مِن بَعدِه يا خيرَ مَن يُرجى ومَن يَنْفَعُ
27/11/1434هـ
كتب زميله عوض بن هاشم الثقفي بعنوان (مشاعر اجتاحتني):
مشاعر اجتاحتني عند فقد حبيبنا وأخينا عبدالملك السلومي – رحمه الله- فسجلتها كما أتت
وما الدنيا سوى دار المتاع وما نيل البقاء بمُستَطاع
فصبراً يا أُصيحابي فإنَّا بُلِينا عصْر أمس بالتياع
فقدنا صاحباً شهما كريما عفيفَ النفسِ محمود الطباع
فما للعين إن لم تَبْك عذرٌ إذا حلَّ اسمه عند السماع
أبا مريم رحلت بلا وداع وجئنا عند قبرك للوداع
فليت الميت يسمعنا وتدري بأنَّا بعد موتك في انقطاع
كرهنا مجلساً قد كنت فيه ضحوكاً لا تُملُّ بالاجتماع
وإنا نسأل الرحمن عفواً دعاءٌ جاء من خير البقاع
بأن يُدخِلْك في جنات خلد وتـعــلو في الـمنازل بـارتفاع
نظم أحد أساتذته في مرحلة المتوسط والثانوي د/ حيدر البدراني فقال:
أبداً ما مات مِنَّا مَنْ بدارِ الحقِّ حلَّا
بعد أن أنبت فيما حوله وردا وفُلَّا
وقضى العمرَ كريماً بالعطايا قد تجلَّى
ساعياً كان لربٍّ إن نأى يوماً وهلَّا
وهــو عبــد لــمــليــكٍ عـــزَّ فـــي الـكون وجلَّا
اللهم ألهم أهله الصبر والسلوان واجعل قبره روضة من رياض الجنان.
كتب فهد بن محمد الحربي بعنوان (#والمطر_يتساقط ):
من يخبر الراحل المفقود أنّ لهُ
أخٌ يداه لربّ الغيث قد رُفعت
يرجو يقيناً وتحت الهطْل دعوتهُ
أن يكتب الله بالألواحِ: قد قُبلت
[1] كان رحمه الله يُلحُّ عليَّ بطريقة غريبة يريد أن يُقدِّمُ لي أيَّ خدمة أطلبها، فهل هو الوداع؟.
لا توجد تعليقات