الإسلام والغرب بين المنافسة والصراع رؤية مستقبلية للواقع العربي والإسلامي وعلاقته بالآخر

الكتاب يتضمن نتائج موضوعية مبنية على القراءة العلمية للتاريخ، ويجمع بين التاريخ والسياسة وفق رؤيته التاريخية، ورؤيته الاستشرافية المستقبلية بمعطيات ومؤشرات علمية، كما تتحدد بعض جوانب أهمية الكتاب بما يطرحه من تساؤلاتٍ ونقاشات كثيرة حول الساحة السياسية المعاصرة للعالم العربي والإسلامي مع الغرب المتعصب، وبالتالي أهميته للمكتبة العربية ورجال الفكر والثقافة والأمن والسياسة وصُنَّاع الاستراتيجيات.

الكتاب معنيٍ في التاريخ والسياسة الدولية المعاصرة وما فيها من صراعات وحروب تحت عنوان (الإسلام والغرب بين المنافسة والصراع – رؤية مستقبلية للواقع العربي والإسلامي وعلاقته بالآخر) وما يُميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب في هذا الفن هو أسلوب عرضه للموضوع التاريخي السياسي، حيث المعطيات في (رؤيته التاريخية) التي تستغرق ستة فصول من الكتاب، وحيث المؤشرات السياسية في (الرؤية الاستشرافية المستقبلية) التي تستغرق حوالي الثُلث الأخير من الكتاب.

والكتاب يتضمن نتائج موضوعية مبنية على القراءة العلمية للتاريخ الحديث والمعاصر، ويتميز عن غيره من البحوث الكثيرة التي تطرقت إلى هذه العلاقة بين الغرب والإسلام، بأن الكتاب يجمع بين التاريخ والسياسة وفق معطيات تاريخية ومؤشرات سياسية تتحكم بنتائج الكتاب.

وكما أن الكتاب ليس بحثاً منحازاً للقضايا الإسلامية بدوافع عاطفيةٍ أو دينية، فهو كذلك ليس مُعادياً للغرب لذاته وحروبه في العالم الإسلامي بقدر ما هو دراسةٌ علمية تقوم على لغة المعطيات والمؤشرات التي تُعطي النتيجة، وبالتالي تستدعي صناعة مشروع نهضة للأمة المسلمة وحماية دولها ومكتسباتها بوسائل متعددة من الحلول المنطقية التي سوف يجدها القارئ في ثنايا فصول هذا الكتاب.

ولذلك فمباحث هذا الكتاب تسهم في فهم طبيعة علاقة المنافسة والصراع التاريخي بين الغرب النصراني العلماني والشرق الإسلامي على أسس منطقية قد تكون حواراً! وقد تكون مقاومةً أو قوةً جهادية! وقد يكون بالأمرين معاً! كما أنه وفق النظرة التاريخية وحسب المعطيات السياسية المعاصرة يرى المؤلف أن هذه العلاقة المعاصرة من الغرب ودوله أصبحت تجنح إلى صناعة الصراع العالمي والحروب والاحتلال وعدم العدالة مع الشعوب وانتهاك حقوقها الإنسانية، وذلك بوضعٍ أكثر من رغبتها إلى المنافسة أو العدالة والسِّلْم العالمي مما يُعدُّ مؤشراً لنهاية حقبة تاريخية وبداية أخرى، وهذه وتلك من أبرز النتائج!

ويُعدُّ الكتاب بمقدماته ونتائجه ومدخلاته ومخرجاته رسالةً إلى النخب السياسية والفكرية والمعنيين بمثل هذه الأبحاث التي عادةً تصدر من مراكز التفكير أو مراكز الدراسات الاستراتيجية؛ لأنها ترسم بعض الرؤى أو تدل عليها خارطة طريقٍ تُساعد صانع القرار في الدول التي تبحث عن سيادتها.

والكتاب يتكون من مقدمة وتمهيد، كما اشتمل على ثمانية مباحث حول الصراع والمنافسة وحول قيم الحضارتين، وقد تميز المبحث الثامن بتخصيصه لنتائج البحث واللوازم بين المعطيات والمؤشرات ليشكل هذا الفصل النتيجة الأساسية، كما أن للخاتمة مكانة في النتائج.