نبذه عن الكتاب
هذا الكتاب محاولة لإبراز حجم المشكلة الكبيرة التي حلت بالعالم؛ حكومات وشعوباً في مطلع القرن الواحد والعشرين، من خلال الرصد لقضية كبيرة اتسع نطاقها فأصبحت قضية سياسية تتناولها البحوث والدراسات، كما تناقشها الدوائر السياسية، وتتعقبها المؤسسات الأمنية، وتمارس بسببها الضغوط السياسية والاقتصادية.
تعريف بالكتاب
لكل كتاب قصة أدت إليه، أو فكرة دلَّت عليه، وقصة هذا الكتاب (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب) هي تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م التي سجلت تأريخاً جديداً للعالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ودينياً، والمؤسسات الخيرية الإسلامية ليست بمنأى عن ذلك كله لا سيما أنها قد ُأقحمت -قسراً- في نفق ما يسمى (الإرهاب)، وأصبحت أول الضحايا، وأبرز المتضررين، وهي قضية تاريخية تستحق التدوين.
لقد خاضت المؤسسات الخيرية الإسلامية في أنحاء العالم معركة من طرف واحد فُرضت عليها وهي وليدة مبتدئة مهما كان عمرها؛ لأنها لا تمتلك من وسائل الدفاع ما تدفع به عن نفسها الشبهات المثارة حولها والشكوك فيها، فلا مكاتب دراسات وأبحاث متخصصة، ولا محامين متخصصين بجوانبها الشرعية والقانونية والإدارية والعلمية، فهي قليلة الحيلة، ضعيفة الوسيلة، فكان لزاماً على كل من يرى المنكر أن ينكر، ومن يرى الخطأ أن يصحح، ولا سيما أن المؤسسات من خطوط الإغاثات والدفاع الأولى للمجتمعات والشعوب والدول على حد سواء، في سلمها وحربها وسائر أحوالها، وقد رأى المؤلف أن الإسهام في هذا المجال إبرازٌ لأهميته، وتنبيهٌ لخطورة تجاهله؛ لأن حماية العمل بكل أنواع الحماية أهم من العمل ذاته، بل إنه مما لا يتم الواجب إلا به، وهو خير دعم مادي ومعنوي يُقدم للمؤسسات، وأرجو أن يكون من الوفاء للمؤسسات والعاملين عليها، وبالتأكيد أنه ليس من التفضل والإحسان بل هو من الواجب الذي لا خيار عنه كيف وهو عن حدث سبتمبر 2001م بآثاره الكارثية كأكبر حدث تاريخي ترتبت عليه أحداث!
وكان وجوب التصحيح والتفنيد لمزاعم الإرهاب على المؤسسات الخيرية الإسلامية، قد اقتضى من المتطلبات ما ليس في الحسبان لأن طبيعة (معركة المؤسسات) قوية سياسياً وإعلامياً وواسعة تنوعاً وجغرافيا، وثمة صعوبة أخرى، أن الدفاع لن تجدي فيه بيانات أو تصريحات أو ردود أفعال في الأزمات، وإن كانت هذه مهمة إلا أن حجم المشكلة وعمقها يتطلب الكثير من جوانب البحث والدراسة والتحليل والغوص في أعماق القضية التي وُلدت مكشوفة ومشوهة بإسقاط مبكر، ورغم ذلك كانت قضية متنامية تزداد يوماً بعد يوم، وَسَنَةً بعد سنة، حتى تأكد أنها معركة طويلة الأجل وأنها انطلقت من استراتيجيات وليست من طوارئ أو ردود فعل لأزمات طارئة، بل إنها مسبوقةٌ بتخطيط ومتبوعة بقوة تنفيذ، ولهذا فهو كتاب معني بكشف هذه القضية وشيءٍ من أبعادها بالدفاع عن مؤسسات القطاع الخيري، والكتاب مُوجَّه إلى القارئ العربي وليس الغربي.
وهذا الكتاب يتكون من مقدمة وخمسة أبواب بفصولٍ متعددة، وهو من تقديم الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين -رحمه الله-، وهو الخبير بهذا القطاع على مستوى العطاء والجانب القانوني، وفي أخره رسائل وملاحق وجداول وبيانات، وخاتمة اشتملت على توصيات ونتائج.
لا توجد تعليقات