نبذه عن الكتاب
الترجمة عن المطوع سليمان السلومي -الذي لم يكن مشهوراً أو مغموراً– وجهود إخوانه من المطوعين الذين أوصلهم بعض الباحثين إلى حوالي ستمائة (600) مطوع ومرشد ديني استقروا في مائتين واثنين وعشرين (222) هجرة ومستوطنة تقريباً يكشف عن حجم الجهود المشتركة في تأسيس هذا الوطن خاصةً في جانب الوحدة الفكرية (العقيدة السلفية)، وهذه الوحدة هي التي شَكَّلتَ الهوية الوطنية لأراضي الحرمين، وبالتالي صاغت وحدته السياسية، وأسهمت في وحدته الوطنية.
تعريف بالكتاب
الكتابة والتدوين لفتت ظاهرة المطوِّعين (المطاوعة) والتوطين الفكري عدداً من الدارسين والباحثين الغربيين من الرحالة والمؤرخين بصورة مبكرة وقد تكون أفزعتهم؛ حيث وصل إلينا شيء مما سجلوه وكتبوه من دراسات سبقت غيرها، وقد تضمنت تلك الدراسات (تحليلات) عن ظاهرة المطوِّعة في منطقة نجد بشكل خاص وجزيرة العرب بشكل عام، واعتبرها كثير من الدارسين الغربيين للمنطقة ظاهرة تاريخية بحكم أثرها.
ومن إلماحات التاريخ يتأكد دور العلماء والمطوِّعة مع القبائل والهجر من خلال قوة التغيير بالدين التي أحدثها هؤلاء في عادات كثير من القبائل، وأثر هؤلاء المُطوِّعين في صياغة المجتمعات البدوية إلى مجتمعات حضرية مستقرة ثم بتكوين جند القوة العسكرية للدولة الناشئة، والكتابة التاريخية عن هذه الفئة تُعدُّ من حقوقهم على التاريخ ومؤلفيه، وفي تاريخ الرجال والنساء من وطننا المبارك تجارب ثرية وقصص كثيرة تسُهم في تشكيل الصورة التاريخية للحياة الاجتماعية في زمن لم يكن التدوين فيه إلا نادراً إن لم يكن منعدماً.
فالكتاب ترجمة عن المطوع سليمان بن ناصر السلومي المتوفى عام 1399هـ، وهو من مشارفة الوهبة من بني تميم -والذي لم يكن مشهوراً أو مغموراً- وكانت له مع إخوانه من المطوعين جهودٌ معلومة تاريخياً زمن تأسيس الكيان السعودي، وقد أوصلهم بعض الباحثين إلى حوالي ستمائة (600) مطوع ومرشد ديني استقروا في مائتين واثنتين وعشرين (222) هجرة ومستوطنة تقريباً، وهذا ما يكشف عن حجم الجهود المشتركة في تأسيس الوطن السعودي خاصةً في جانب الوحدة الفكرية (عقيدة السلف)، وهذه الوحدة هي التي شَكَّلتَ الهوية الوطنية لأراضي وسكَّان الحرمين، وبالتالي صاغت وحدة البلاد السياسية، وأسهمت في وحدته الوطنية.
والكتاب يتكون من تمهيد ومقدمة وخمسة مباحث تغطي شخصية المترجم عنه الذي عاش في بلدة الشنانة بالرس في منطقة القصيم، وتَنَقَّل بين بلدات وقرى أخرى داعياً ومؤثراً، وهو ممن أسهم مع غيره في الجوانب التعليمية والدعوية والإمامة في بلدات شتى منها الشنانة وبلدة مسكة وضرية بنواحي الرس بمنطقة القصيم، إضافةً إلى بلدة مهد الذهب، وفي خاتمة الكتاب نتائج وتوصيات عن هذه الترجمة وملامح عصره، والمؤلف بهذه الترجمة ينشد بكتابتها أن لا تكون ترجمة تقليدية عن الشخصية بقدر ما هي عن الشخص وعن الفترة التاريخية المصاحبة له.
لا توجد تعليقات