من رموز بلدة الشنانة وأعلامها
مقالات مختارة من صحيفة الجزيرة
(1441-1445هـ)
للدكتور محمد بن عبدالله السلومي
طبعة مزيدة ومنقحة
15 رمضان 1445هـ
المقدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
كلمات منشورة بالصحافة عن رموز وأعلام مغمورة من حيث التدوين التاريخي الكامل عنها وعن بلدتهم (الشنانة) من أطراف الرس بالقصيم، وهي سلسلة مقالات مكتوبة في صحيفة الجزيرة للدكتور محمد بن عبدالله السلومي.
وقد رغب كثيرٌ من القراء المهتمين بالشأن التاريخي بنشر هذه التراجم برابط إلكتروني واحد أو بصيغة ملف واحد (PDF) تعميماً للفائدة فلهم الشكر، كما هي تلبية لرغبة بعض الأهالي والأسر الذين نشروا بعض الوثائق عن ذويهم ورموزهم فجاء التدوين التاريخي عن البلدة ورموزها وأعلامها فلهم جزيل الشكر كذلك، وكما هو معلوم فرموز البلدة كثير كغيرها من البلدات، وهذه الرموز ليست حصراً عن جميع أعلام الشنانة، ولكن هذا مما توفر وأفاد في الكتابة عن هؤلاء، والعذر من بعض العائلات التي لا يزال انتظارُ وثائقهم للكتابة عنهم، فَضَعف الكتابة قديماً كان عاملاً مؤثراً في عدم الاستقصاء المتأخر عنهم.
وإضافةً لما سبق حول أهمية التدوين عن التراجم فإن الكتابة عنها تُعدُّ بوابة لفهمٍ أوسع ووعيٍ أعمق عن قضايا التاريخ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للبلدان، بل والسياسي أحياناً للدول، وعن هذه الأهمية والقيمة العلمية لكتابة التراجم والسير كتب البروفسور بشار عواد في تقديمه لكتاب سير أعلام النبلاء، ومما قال: «ودراسة مثل هذه الكتب [كُتب التراجم] تُشير إلى انعدام الطبقية بين المتعلمين، وأن تقدير الإنسان إنما يكون وفق مقاييس راقية أبرزها علمه ومعرفته ودرايته التي تجعله في مكانة بارزة بين الناس، وهي موازين على غاية من الرقي الإنساني، وقد جربنا المؤلف [الذهبي] وهو يمدح فقيراً ويذم غنياً، ويثني على عبد أسود، ويتكلم في سيد كبير، وقد أبانت دراستنا لهذا الكتاب [سير أعلام النبلاء] أن الغالبية العظمى من هؤلاء “العلماء” قد ظهرت من بين عوائل الحرفيين والمغمورين والمعدمين، تدل على ذلك انتساباتهم التي ذكرها المؤلف، وهو أمر أتاحه الإسلام لكل متعلم حينما جعل طلب العلم من الضرورات، وحض عليه في غير ما مناسبة». [تقديم سير أعلام النبلاء: ج1/ص138]
***
ولما سبق من أهمية، فالشنانة كانت سابقاً من البلدات ذات المصادر الشحيحة، ولهذا فالمعلومات كانت فقيرةً وقليلة عن تدوين عموم الرموز والأعلام، وهو ما دعى كاتب هذه المقالات أن يكتب عنهم، ولم يُسعفه واقع قصور التدوين التاريخي، أو بسبب قلة الوثائق المُعينة بأدبيات التراجم عن شمول الكتابة، ولعله مما يُحقق الإعذار.
وهذه التراجم بمعلوماتها التاريخية تكشف أكثر عن تاريخ البلدة وأحداثها التي لا تزال قصور التدوين فيها قياساً بغيرها من البلدات، ولهذا الواقع –وربما غيره- كان اهتمام بعض العوائل والأسر بتاريخها المرتبط بتاريخ بلدة الشنانة، وذلك بنشرهم بعض الوثائق والأوراق عن أُسرهم وتعاملاتهم في (معجم أسر الرس) وغيره من المؤلفات، فلهم الشكر على هذا الاهتمام الذي خدم تاريخ البلدة وأعلامها ورموزها بوثائق جديدة ومعلومات أوفر من السابق سواءً عن الرس أو أطرافها، وذلك بتوفير المعلومات التاريخية ووثائقها للمؤلفين والمؤرخين بأكثر من السابق.
وقد وصل الشعور بأهمية التدوين عن الشنانة، وإدراك النقص في تدوين تاريخ هذه البلدة إلى بعض الأساتذة الكرام، فاجتهدوا وكتبوا عن أبرز أحداث بلدة الشنانة المُجْمَع عليها تقريباً، شهادةً للتاريخ، وإيضاحاً لعموم الأسر والعائلات، ولحقوقهم الاعتبارية في تاريخ البلدة. ومن هؤلاء المهتمين بتاريخ بلدتهم الشيخ عبدالله بن بطاح الخزي والأستاذ خالد بن محمد الشارخ، وهم من أهدى المؤلفين والمؤرخين خلاصة شهادتهم المحررة والموثَّقة بالتوقيع فلهم الشكر جميعاً. وباعتبار هذه الشهادة المختصرة مفيدة في توضيح أبرز أحداث وحوادث تاريخ البلدة تم إرفاقها كوثيقة في آخر المقالات، حيث كان الاستدلال منها في بعض تراجم الرموز والأعلام.
***
ولتتضح الصورة أكثر عن شيء من تاريخ بلدة الشنانة جاء النقل مما ورد عنها في إحدى هذه التراجم الواردة في هذا الملف: تأتي أهمية (بلدة الشنانة) بالقصيم في محافظة الرس، من خلال أحداثها التاريخية الكبيرة الجسام التي مرَّت بها ودوَّنها التاريخ، بترابط بينها وبين بلدة الرس، سواءً في التكامل الجغرافي بينهما، أم في دور الرس والشنانة بتكاملهما التاريخي في المقاومة، بإمارةٍ واحدة وأمير واحد، وعائلات وأسر متعددة كذلك، وذلك زمن الدولة السعودية الأولى والثانية، وهي المقاومة التي كانت ضد الحملات الأجنبية ما بين عامي (1230-1232هـ) وكذلك عام 1256هـ، وتأكد هذا الدور الكبير للشنانة في أحداث التأسيس للدولة السعودية الثالثة ووحدتها السياسية، كحادثة “قطعة الشنانة” أو ما يُسمى “وقعة الشنانة”، وما تلاها من معركة عسكرية فاصلة في بداية تأسيس الوحدة والتي عُرفت عند كثيرٍ من المؤرخين باسم “معركة الوادي” عام 1322هـ بقيادة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ولهذه الأهمية التاريخية العسكرية للشنانة زمن الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة كان التدوين عنها، وعن أبرز رجالها وأهاليها في هذا الملف.
وبلدة الشنانة بأحداثها الجسام يكاد يكون تاريخها منحصراً بمراحل تاريخية ثلاث، حيث فترة التأسيس للبلدة فيما قبل عام 1200هـ، ثم الفترة التاريخية الثانية ما بين عام 1200هـ وعام قطعة الشنانة 1322هـ، وبعد ذلك كانت الفترة التاريخية الثالثة ما بعد موقعة الشنانة الشهيرة والتي كان قطع نخيلها وتدميرها عام 1322هـ على يد ابن رشيد حاكم حائل آنذاك.
وفي هذا الملف تم ترتيب هذه الأعلام والرموز حسب أقدمية تواريخ وفياتهم، وليس حسب النشر الصحفي عنهم. وفائق التقدير وجزيل الشكر للقراء والمهتمين، والشكر موصول لصحيفة الجزيرة التي راجعت ونشرت جميع هذه المقالات على مدى خمسة أعوام تقريباً.
وسوف يُنشر بمشيئة الله ملفٍ آخر بعنوان (الشنانة أحداث ووقائع تاريخية)، وهو عن أبرز أحداث البلدة مما نُشر في صحيفة الجزيرة كذلك على مدى أربعة أعوام، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
محتويات الملف:
- مقدمة.
- فهرس أبرز الأعلام والرموز من الشنانة.
- المقالات عن أبرز رموز الشنانة وأعلامها.
- (وثيقة أبرز أحداث تاريخ الشنانة) رواية الأستاذ خالد الشارخ مع الشيخ عبدالله الخزي.
- أسماء أبرز عوائل وأسر الشنانة قديماً (رواية سليمان بن عبدالله العميري).
للاطلاع على مجموعة المقالات …
(تصفح PDF نسخة الجوال)
(تصفح PDF نسخة الكمبيوتر)
سكرتارية مركز القطاع الثالث للاستشارات والدراسات الاجتماعية (قطاع)
لا توجد تعليقات