تمهيد
في استدعائنا لهذه الوقفات المختارة من التاريخ في هذا التمهيد بشكل خاص لا نقصد ترسيخ صور نمطية قديمة تؤدي لتحنيط الأوضاع المستقبلية, ولا تثبيت الحاضر على نمط الصور التاريخية, ولا الانعزال عن الواقع – المحلّي والعالمي – بالاستغراق في تمجيد صُور الماضي المشرق للحضارة الإسلامية, وإنما نهدف إلى قراءة واقعية هادئة متحررة من أغلال الهزيمة, بعيدة عن الصخب الفكري والضوضاء الصادرة من الغرب والتي أصمَّ برجع صداها بعض أبناء جلدتنا آذاننا, وأزكمت روائحها آنافنا، وأعمت الكثير عن رؤية الطريق، وأضلّت الكثير عن سواء السبيل.
عندما غزا البرابرة الأوربيون الأوائل (القوطيون visigoth) مدينة (روما) عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية([1]) (الوثنية) ثم (النصرانية!), وأسقطوها عام 476م, اندثرت تلك الحضارة الوثنية المادية تماماً, فسقطت بعدها أوروبا في ظلام دامس من الجهل والتخلف قرونًا طويلة، وذلك لعدم امتلاك تلك الإمبراطورية آليات البقاء ووسائله.
لكن عندما غزا البرابرة (التتار) الإمبراطورية الإسلامية, واحتلوا عاصمتها السياسية آنذاك (بغداد)، وأسقطوا نظامها السياسي في العراق عام 656هـ – 1258م, ورغم ما وقع فيها من قتل وإحراق وإغراق وتدمير وإبادة بشرية وثقافية وفكرية جلّت عن الوصف, فقد بقيت الحضارة الإسلامية, كما هي: في أصالتها, ولغتها وتاريخها, وهويتها وفكرها وآدابها وثقافتها. والأمر أعجب من ذلك! لقد ذاب الغزاة وانصهروا فيها!
ثم ما لبثوا أن أصبحوا جزءًا منها, يذبُّون عنها, ويحمون حياضها, ويفتحون القرى والأمصار باسمها!
وحين فتحت الحضارة الإسلامية (الإمبراطورية الرومية الشرقية البيزنطية) على يد القائد الشاب المسلم التركي (محمد بن مراد «الفاتح») – ابن الثالثة والعشرين ربيعاً!! – وسقطت عاصمتها (القسطنطينية «مدينة هرقل») بيد المسلمين 857هـ -1453م زالت كل معالم الحضارة الرومية الوثنية القديمة منها تماماً، وتحولت تلك البلاد إلى حاضرة إسلامية يشع منها النور والمعرفة!
وشتَّان بين سقوط (روما) – عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية- بيد (القوط), وبين فتح (القسطنطينية) – عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية- على يد المسلمين, حيث غرقت الأولى في ظلام الجهل والتخلف, حتى سميت تلك الحقبة بالعصور الأروبية المظلمة, في حين أصبحت الثانية منارة للعلم والهدى والمعرفة والتحضر.
وعبثًا حاول الأوربيون استعادة إمبراطوريتهم الرومانية الشرقية البائدة (تركيا المسلمة) بُعيد الحرب (الأوربية) الغربية الأولى 1914-1918م، واستعانوا بكل ما يملكون من إمكانات وقدرات, حتى انتهى الأمر بهم أن جعلوا عاملهم عليها يلغي اللغة العربية ويبدل التاريخ, ويخرج المرأة بلا حجاب بل ويلغي الدين الإسلامي بقرار (حكومي) محولًا تركيا (سياسياً) إلى دولة علمانية.
لكن الإسلام بقي, وعاد اليوم أقوى عودًا, وأشد بنية, وأصلب قواماً! كما هي حال كثير من بلاد المسلمين اليوم. ([2])
وعندما تكرر الغزو على العالم الإسلامي بصورة أكثر عنفًا وأشد ضراوة على يد الأوربيين في القرنين الأخيرين خرج الغزاة مدحورين, وبقي الإسلام, وبقيت الأمة الإسلامية بكل مقوماتها مع كسور وجراحات وآلام أورثت أمراضًا غير مزمنة, قابلة للشفاء بمرور الوقت بعون الله.
وهاهو الإسلام في أنحاء المعمورة – رغم الاحتلال (الاستعمار) بكل صوره – باقٍ بأصالته ونقائه, بكتبه وتراثه, بتعاليمه وشعائره, وما زال نبعه زلالًا لكل من أراد أن ينهل وينهض.
وهاهم أبناء المسلمين اليوم في عقر دار الغرب (بعلاقاتهم العفوية وغير الاستراتيجية): يفتحون القلوب وينيرون العقول وينشرون الإسلام، بل ها هو الإسلام ينتشر ويمتد جغرافياً حتى شمل كل بقاع الأرض بما لم يتحقق عبر التاريخ.
لماذا؟ وكيف؟
أمَّا لماذا؟ فهذا هو قدر الله سبحانه ومشيئته وإرادته, التي اقتضت بقاء دينه وشرعه حتى يرث الله الأرض ومن عليها:
)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ([الفتح: 28]
وأمَّا كيف؟ فهذا ما سَيرِد بعضه بين ثنايا هذا الكتاب…
لقد كانت الحضارة الإسلامية في: الأندلس وجزيرة صقلية والحروب الصليبية، أهم ثلاث نوافذ شعت منها الحضارة الإسلامية بنور العلم على أوروبا المظلمة:
لقد رأت أوروبا من خلال نوافذ الإشعاع الإسلامي من أوجه الحياة الإنسانية الكريمة ما لم تكن تعرفه قط, ولم تره قط. لقد رأت العدل والحرية والكرامة والحقوق الإنسانية -المنبثقة عن الدين- التي تحفظ النفس والعرض والمال والعقل, في واقع يعلو على إدراكها ويسمو على أحلامها؛ ففي الوقت الذي كانت فيه (بغداد) حاضرة العالم الإسلامي تزخر بكل مظاهر الحياة الإنسانية الراقية كانت (لندن) أكواخًا من الخشب والطين على ضفاف نهر التايمز!
وفي الوقت الذي كانت أوروبا لا تعرف من الكتب إلا الإنجيل كانت مكتبات المسلمين زاخرة بمئات الآلاف من الكتب في شتّى ألوان المعرفة والثقافة والفنون.
وفي الوقت الذي كانت أوروبا فيه منغلقة لا تعرف إلا نفسها كان المسلمون يجوبون أقطار الأرض، ويمخرون عباب الأبحر والأنهار, ويرسمون خرائط كروية للأرض, ويضعون خطوط الطول والعرض لها.
وفي الوقت الذي كانت أوروبا تحرق العلماء وتعذبهم كان العلماء في بلاد المسلمين يتبوأون أرفع المناصب وأعلاها.
وفي الوقت الذي كانت أوروبا مستسلمة للأمراض على أنها من الشياطين والأرواح الشريرة كان المسلمون يصنفون مئات الكتب في الأدوية وتشخيص الأمراض, وتزخر مدنهم بعشرات المستشفيات المليئة بالكتب والأدوات الجراحية وغرف العمليات.
وفي الوقت الذي كانت فيه أوروبا خالية من أي معهد أو حتى مدرسة! كانت بلاد المسلمين زاخرة بمئات المعاهد والمدارس، وقبلة علمية لأبناء الغرب وبناته. ([3])
وفي الوقت الذي استعصى على الأوربيين فهم رقم الصِّفر (0) لعقود طويلة, بدعوى كيف يكون رقمًا ذا قيمة, وهو لا شيء أصلاً؟ حتى أسموه بالرقم «الملعون»! كان المسلمون يؤلفون مجلدات في علم الحساب والمثلثات والجبر وغيرها من العلوم!
وفي الوقت الذي كان الأوربي لا يرى إلا ملكًا واحدًا, وأسرة واحدة يعتقد أنها من نسل الآلهة, كان المسلم يرى الملوك بشرًا عاديين, والحكم يتداوله الأفراد, والأُسر, والأجناس المختلفة, من عرب وعجم وغيرهم.
وفي الوقت الذي كان الأوربي يعتقد؛ أنه لا تقبل توبته ولا يصلح عمله، إلا من خلال رجل الكنيسة, وبعد أن يفضح نفسه ويريق ماء وجهه, ويكشف عن جميع أخطائه وزلاته, كان المسلم يتوجه لربه مباشرة بستر وهدوء, دون شريك ولا واسطة.
وحسبنا هنا أن نشير إلى ما عبَّر به المفكر الفرنسي الشهير (غوستاف لوبون) عن تلك الحضارة بقوله: «إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية, فلقد كان العرب أساتذتنا، وإن جامعات الغرب لم تعرف لها موردًا علميًا سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدَّنوا أوروبا مادةً وعقلًا وأخلاقاً… والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه … إن أوروبا مدينة للعرب بحضارتها… وإن العرب هم أول من علَّم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين… فهم الذين علَّموا الشعوب النصرانية، وإن شئت فقل: حاولوا أن يعلِّموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان».([4])
وكان حتمًا على أوروبا – بعد هذا كله – أن تتأثر, وكان حتمًا عليها أن تتغير وقد لمست ورأت شمس الله تسطع على الغرب: (فضل العرب على أوروبا) كما هو عنوان كتاب المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه).
وكان من الممكن أن يكون الإسلام هو البديل الصحيح لأوروبا التي كانت ترزح تحت ظلمات الجهل والظلم والتخلف بفعل سياسات الإقطاع, وتسلط الكهنوت لكن أنَّى يكون ذلك لأوروبا المتعصبة وهي ذات الحس المادي الغليظ الوثني, الباحثة بلهف عن اللذة الحسية والمتعة والسيطرة؛ ولذلك فإن العامل الديني النصراني عامل حاسم في رفض أوروبا للإسلام.
لقد اختارت أوروبا «وبحرية»([5]) ما كانت ترى أنه يناسبها فقررت أن تأخذ من المسلمين «قيم الحرية, والعلوم المادية» وتعرض عن «الهداية الإلهية»([6]).
المقدمات السابقة أردنا منها التأكيد على أن من أهم الدروس التي التقطها الغرب([7]) عند احتكاكه الطويل مع الحضارة الإسلامية أن الإسلام قد أوجد في مجتمعاته آليات ووسائل – تقوم على مبادرات فردية (مبعثها التكاليف الشرعية) _ تضمن له البقاء والاستمرار والنهوض؛ كلما تعثر أو كبا حتى لو تغيرت الحكومات, أو زالت الأنظمة السياسية بالكامل.
لقد اكتشف الغرب سر المسألة! وحل اللغز.
عرف الغرب إذًا لماذا بقيت الحضارة الإسلامية بعد سقوط عاصمتها (بغداد) عندما غزاها التتار القدامى!
وعرف أيضاً لماذا اندثرت حضارة روما بعد غزو البرابرة القوط لها!
(إنه القطاع الخيري الوقفي) … هذا (القطاع بمفهومه الواسع) الذي حفظ -مع غيره- للمسلمين دينهم, وهويتهم، وقيمهم, ومثلهم العليا! حتى في أشد الظروف صعوبة, وأكثرها قساوة.
إنه العمل الخيري القوة السلميّة الهادئة (الجبّارة)! التي عملت في صمت وهدوء, بعيدًا عن صخب السياسة ونزاعات الحكم, فبقي سليمًا وغير مستهدف لمدة طويلة, قبل أن يكتشفه الغرب من جهة, ثم يحاربه، ويحاول الخصوم من متعصبي الغرب ومنحر في الشرق تقويضه من جهة أخرى.
لقد أوجد الإسلام من خلال تشريعات (القطاع الخيري) – بالمفهوم الواسع للخيرية – في مجتمعاته آليات ووسائل قفزت بالأمة الإسلامية, حتى أصبحت (واقعًا بحقّ) خير أمة أخرجت للناس؛ حيث بناء المساجد وما ينبثق منها من المدارس وحِلق العلم والدراسة والمدارسة والأبحاث؛ وفريضة الزكاة وما ينتج عنها من تكافل اجتماعي يؤسس لعلاقات إنسانية رفيعة بين الفقراء والأغنياء, وما ينتج عنها من سد جوع الفقراء وتدوير تجارة الأموال، ومفهوم التراحم (صلة الأرحام), وما ينتج عنه من ترابط أسري هو اللبنة الأساس لبناء المجتمع المتماسك والصدقة وما تثمر عنه من تزكية النفس وتوطيد أواصر الحب والتعاطف والتكافل وإزالة النكبات بين جميع أفراد المجتمع, والأوقاف وما يتصل بها من الأنشطة الخيرية العظيمة كالمساجد والمدارس والمستشفيات وشقِّ الطرق والأربطة والمساكن وتنمية الأسواق والبساتين والزروع والثمار والشركات والمؤسسات وأدوات الإنتاج وغير ذلك من الأمور الخيرية وكذلك مفهوم الحسبة بمفهومها الواسع هذا المصطلح الإسلامي العجيب الفريد الذي يولِّد في نفوس المسلمين المبادرات الفردية والجماعية؛ لإفراز آليات ووسائل ونظم محدّثة تناسب الواقع, متعددة وشاملة, تحفظ الثوابت, وتبقي على مكانة القيم, وتعالج أسباب الخلل في المجتمع والدولة.
فإذا ما انهار مجتمع إسلامي ما –بالكامل- في مكان ما فليُعلم أن موطن الخلل ليس الحكومات أو الأنظمة السياسية القائمة فقط, وإنما الخلل الأساس يرجع إلى المجتمع ذاته أفرادًا, وجماعات, ومؤسسات فهم الذين فرَّطوا فيما كُلِّفوا به جميعًا من الأخذ بالتشريعات الخيرية التي شرعها الله -عز وجل- لهم في وقت السلم قبل الحرب, وجعل منها سببًا وسرًا يضمن بقاءهم, ويكفل استمرارهم, ويحفظ قوتهم.
إنَّ المسلمين وإن كانوا معذورين ومأجورين في الصبر على الجور والظلم, من بعض الحكومات أو الأوضاع السياسية أو الظروف العالمية أو غير ذلك, فلا عذر لهم عندما يفرطون في هذا النوع من فروض الكفاية الصانعة لعمليات البناء والتراحم والتكافل فيما بينهم .
وبتلك الآليات استطاع الإسلام أن يجعل القطاع الخيري يتعدى دور (حالات الطوارئ)؛ من الاهتمام بالفقراء والمساكين والمشردين أو المعدمين – وهو دور مهم دون شك – إلى دور (التنمية) والاهتمام بكل شرائح المجتمع؛ فقرائه وأغنيائه, صغاره وكباره, صحيحه وسقيمه, عامته ومثقفيه, علمائه وحكامه, ليصل بيسر وهدوء إلى كل مكوناته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية, ويسد النقص, ويعالج مظاهر الانحراف, ويسدد مواطن الخلل, دون شقاق أو نزاع مع مؤسسات (القطاع الحكومي), ويكون ذا إسهامٍ في بناء مؤسسات الدولة, وشريكًا دائمًا في عمليات التنمية! فحفظ الأمة الإسلامية لفترة طويلة جداً.
وعندما استوعب الغرب هذا الأمر سارع –بعد فترة طويلة ومعاناة أليمة- لإنشاء قطاعه الخيري بوصفه آلية من آليات البقاء والقوة والتوازن السياسي, بعد أن أدرك أنّ هذه الآلية هي التي ستحفظ وجوده، وتقيم انحرافه، وتعدل اعوجاجه، وتحرس كياناته, وتعالج مكامن الخلل عنده, ولكن بطريقة تتناسب مع تكوينه السياسي وبنيته الاجتماعية وتطور مفهوم الدولة لديه عبر التاريخ, وهو ما اصطُلح على تسميته الآن «بالقطاع الثالث» القطاع المكمل للقطاع الحكومي (الأول), والقطاع الأهلي التجاري (الثاني), وفق المفهوم الإداري الحديث للدولة.
إن الغرب اليوم برأسماليته المعاصرة يعتمد في حياته على هذا القطاع (الثالث) في عمليات التنمية المستدامة, وفي علاج الكثير من آثار التغوُّل والسيطرة الصامتة والمعلنة للاقتصاد الحر في مجتمعاته, وفي تنفيذ الكثير من أجنداته السياسية, ونجده يعتمد استراتيجيات إدارية وسياسية واقتصادية تمنحه الكثير من عائدات الأوقاف والضرائب والمنح والعطايا والتبرعات وغيرها.
لكن التجربة الغربية في (قطاعها الثالث) في العصر الحاضر على الرغم من فاعليتها وانجازاتها في بعض المجالات, ونظمها الإدارية الناجحة غير قادرة على المنافسة والمحاكاة في فاعلية الأهداف والدوافع والتشريعات في القطاع الخيري الإسلامي, القائمة على القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تدفع العطاء أو تمنحه أو تصاحبه بأعمل فردية ومؤسسية.
وحسبنا أن التطبيقات التاريخية للمؤسسات الوقفية المانحة, أنتجت حضارة إسلامية تحثّ على البذل والعطاء عبر اثني عشر قرناً من الزمان:([8]) إنها مبادئ تجاوزت حقوق الإنسان إلى كرامته, وشرَّعت لحقوق الحيوان, ومنحت الحقوق لغير المسلمين حتى شرَّعت حق الأسير الكافر:
)وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا([الإنسان: 8].
([1]) تسمى الإمبراطورية الرومانية الغربية التي كانت عاصمتها روما تمييزًا لها عن الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) التي كانت عاصمتها القسطنطينية والتي جعلت عاصمة بديلة عن روما (الفاجرة- كما كانوا يسمونها-), وامتد نفوذ (البيزنطية) إلى الشام ومصر وفلسطين.
([2]) لقد فشل الغرب بكل إمكاناته وقدراته في إزالة الإسلام من تركيا (الإمبراطورية الرومانية البيزنطية الشرقية), وهو سيكون أكثر عجزًا في إزالته من دياره الأصلية (بلاد العرب), على الرغم من وجود الكثير من عُمَّاله وولاته وإمكاناته وقدراته.
([3]) وهذا أنموذج مصغر مما كان يجري بين بلاد العلم (المسلمين والعرب) وبين أوروبا التي تبتعث أبناءها وبناتها لطلب العلم عند المسلمين آنذاك: [إلى صاحب العظمة خليفة المسلمين/ هشام الثالث الجليل المقام] «الأندلس» [من جورج الثاني] ملك «إنجلترا, والنرويج, والسويد»: بعد التعظيم والتوقير, فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة, فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل؛ لتكون بداية حسنة لاقتفاء أثركم لنشر العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة, وقد وضعنا ابنة شقيقنا «الأميرة/ دوبانت» على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز, لتتشرف بلثم أهداب العرش, والتماس العطف وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم, وفي حماية الحاشية الكريمة … وقد أرفقتُ الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل, أرجو التكرم بقبولها, مع التعظيم والحب الخالص. من خادمكم المطيع / جورج الثاني].
وقد رد عليه خليفة المسلمين (هشام الثالث) بهذه الرسالة: [بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين, وبعد: إلى ملك إنكلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجَّل… اطلعت على التماسكم؛ فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن, وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أَبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية وهي من صنع أبنائنا لحضرتكم وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتنا ومحبتنا, والسلام. خليفة رسول الله في ديار الأندلس هشام الثالث. (عن كتاب سوريا, للكاتب السوري نادر العطار) وانظر: الموقع الإلكتروني «&HYPERLINK «http//:www.al__moharer.net www.al__moharer.net .&Muslim.welfare House Trust .&http//forum.sk almanmu
([5]) الغرب اليوم يسعى إلى فرض قيمة «كالديمقراطية المنتقاة» بالقوة العسكرية وغيرها, على حساب القيم التي ينادي بها, في ذات الوقت الذي يدَّعي فيه أن الإسلام انتشر بالسيف!
([6]) هذا هو حال الغرب حتى اليوم الذي ينظر إلى ثروات المسلمين ونفطهم, دونما أدنى اعتبار بما لدى المسلمين من ثروة حقيقية تكمن في النور الإلهي الذي يحملونه.
لا توجد تعليقات